لقد بادر الإمام علي عليه السلام إلى إعادة الحقّ إلى نصابه والعدل إلى سيادته، محيياً سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الأمة منتهجاً الطريق القويم.

وما أسرع ما وقفت قوى الضلال ضد إصلاحات الإمام عليه السلام في مجال الإدارة وفي مجال توزيع الأموال وفي مجال العدل في القضاء وفي مجال مراعاة شؤون الرسالة وشؤون المسلمين!

ولم يتردّد عليه السلام في التحرّك لفضح خط النفاق والقضاء على الفساد واجتثاث جذوره لتسلم الرسالة والأمة منه، وقام هو وأهل بيته عليهم السلام يخوضون غمار الحروب دفاعاً عن الإسلام مقتدين برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . وشارك الإمام الحسين عليه السلام في جميع الحروب التي شنّها المنافقون ضدّ الإمام علي عليه السلام .

____________________

(1) نكثت طائفة: نقضت عهدها، وأراد عليه السلام بتلك الطائفة الناكثة أصحاب الجمل.

(2) مرقت: خرجت، وأراد عليه السلام بتلك الطائفة المارقة الخوارج أصحاب النهروان.

(3) قسط: جار، وأراد عليه السلام بالجائرين أصحاب صفّين.

(4) القصص (28): 83.

(5) نهج البلاغة: الخطبة الشقشقية.


وكان يبرز إلى ساحة القتال بنفسه المقدّسة كلّما اقتضى الأمر وسمح له والده عليه السلام وقد سجّل المؤرّخون خطاباً للإمام الحسين عليه السلام وجّهه لأهل الكوفة لدى تحركهم إلى صفّين، جاء فيه بعد حمد الله تعالى والثناء عليه: يا أهل الكوفة! أنتم الأحبّة الكرماء والشعار دون الدثار، جدّوا في إطفاء ما وتر بينكم وتسهيل ما توعّر عليكم، ألا إنّ الحرب شرّها وريع وطعمها فظيع، فمن أخذ لها أهبتها واستعدّ لها عُدّتها، ولم يألم كُلومها قبل حلولها فذاك صاحبها، ومن عاجلها قبل أوان فرصتها واستبصار سعيه فيها فذاك قَمِن أن لا ينفع قومَه وإن يهلك نفسه، نسأل الله بقوّته أن يدعمكم بالفيئة(1) .