اشتدّ المرض على النبيّ صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم فأغمي عليه ، فلمّا أفاق قال صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم :(أُدعوا لي أخي وصاحبي) وعاوده الضعف فقالت عائشة : لو بعثت إلى أبي بكر ، وقالت حفصة : لو بعثت إلى عمر ، فاجتمعوا عنده جميعاً فقال صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم :(انصرفوا فإن تك لي حاجة أبعث إليكم) (٢) .

ثمّ دُعي عليّ عليه السلام فلمّا دنا منه أومأ إليه ، فأكبَّ عليه ، فناجاه الرسول صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم طويلاً ، ثمّ ثقل النبيّ وحضره الموت ، فلمّا قارب خروج نفسه قال لعليّ عليه السلام :( ضع رأسي في حجرك ، فقد جاء أمر الله تعالى ، فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك ، وامسح بها وجهك ، ثمّ وجّهني إلى القبلة وتولّ أمري وصلِّ عليَّ أوّل الناس ، ولا تفارقني حتى تواريني في رمسي ، واستعن بالله تعالى ) (٣) .

وهكذا انتقل الرسول الأكرم صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم إلى جوار ربّه راضياً مرضيّاً بعد أن أدّى رسالته بأحسن وجه ، وأوضح السبيل للأمة من بعده وعلي بن أبي طالب عليه السلام يلازمه ملازمته الظل لذي الظل ويتابعه متابعة التلميذ لأستاذه في جميع لحظات حياته الرسالية المباركة .

ــــــــــــ

(١) سيرة الأئمة الإثني عشر ، للحسني : ١ / ٢٥٥ .

(٢) تأريخ الطبري : ٢ / ٤٣٩ ط مؤسسة الأعلمي .

(٣) الإرشاد للمفيد : ١ / ١٨٦ .