ولم يمت الإمام أبو جعفر عليه السلام حتف أنفه، وإنما اغتالته بالسم أيد أموية أثيمة لا تؤمن بالله، ولا باليوم الآخر، وقد اختلف المؤرخون في الأثيم الذي أقدم على اقتراف هذه الجريمة.

فمنهم من قال: إن هشام بن الحكم هو الذي أقدم على اغتيال الإمام فدسّ إليه السم(١) والأرجح هو هذا القول لأن هشاماً كان حاقداً على آل النبي بشدة وكانت نفسه مترعة بالبغض لهم وهو الذي دفع بالشهيد العظيم زيد بن علي عليه السلام إلى إعلان الثورة عليه حينما استهان به، وقابله بمزيد من الجفاء، والتحقير. ومن المؤكد أن الإمام العظيم أبا جعفر قد أقضّ مضجع هذا الطاغية، وذلك لذيوع فضله وانتشار علمه، وتحدث المسلمين عن مواهبه، ومن هنا أقدم على اغتياله ليتخلص منه.

ومنهم من قال: إنّ الذي أقدم على سم الإمام هو إبراهيم بن الوليد(٢) .

ويرى السيد ابن طاووس أنّ إبراهيم بن الوليد قد شرك في دم

ــــــــــــــ

(١) بحار الأنوار: ٤٦ / ٣١٢.

(٢) أخبار الدول: ١١١.


الإمام عليه السلام (١) ومعنى ذلك أن إبراهيم لم ينفرد وحده باغتيال الإمام عليه السلام وإنما كان مع غيره.

وأهملت بعض المصادر اسم الشخص الذي اغتال الإمام عليه السلام واكتفت بالقول إنه مات مسموماً(٢) .