فَلْيَعْمَلْ كُلُّ امْرىء مِنكُمْ بِمَا يَقرُبُ بهِ من مَحَبَّتِنا، ويَتَجَنَّبُ مايُدْنيهِ مِنْ كَراهَتِنا وسَخَطِنا فَإِنَّ أَمْرَنا بَغتَةٌ فُجاءَةٌ حِينَ لا تنْفَعُهُ تَوْبَةٌ وَلا يُنجِيهِ مِنْ عقابِنا نَدَمٌ علَى حَوبة واللهُ يُلْهِمُكُمُ الرُّشْدَ، ويَلْطُفُ لَكُمْ في التَّوفِيقِ بِرَحْمَتِهِ(١) .

نماذج من أجوبته القصيرة

ومن أجوبته عليه السلام على أسئلة اسحاق بن يعقوب : «أما ماسألت عنه أرشدك الله وثبتك من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمّنا فأعلم أنه ليس بين الله عز وجل وبين أحد قرابة، ومَن أنكرني فليس منّي وسبيله سبيل ابن نوح، أما سبيل عمّي جعفر وولده فسبيل إخوة يوسف عليه السلام ...

وأما أموالكم فما نقبلها إلاّ لتطهروا، فمن شاء فليصل ومَن شاء فليقطع... وأما ظهور الفرج فإنه الى الله تعالى ذكره وكذب الوقّاتون... وأما ما وصلتنا به فلا قبول عندنا إلاّ لما طاب وطهر... وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن في ذلك فرجكم...»(٢) .

نماذج من أدعيته وزياراته

من دعائه للمؤمنين عامة: «إلهي بِحَقِّ مَنْ ناجاكَ، وَبِحقِّ مَنْ دَعاكَ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، تَفَضَّلْ عَلَى فُقَراءِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بالْغناءِ وَالثَّرْوَةِ، وَعَلَى مَرْضَى الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالشِّفاءِ وَالصِّحَّةِ، وَعَلَى أحْياءِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِاللُّطْفِ وَالْكَرَامة، وَعَلَى أَمْوَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَعَلَى

ـــــــــــ

(١) احتجاج الطبرسي: ٢ / ٤٩٥.

(٢) كمال الدين: ٤٨٣، غيبة الطوسي: ١٧٦.


غُرَباءِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالرَّدِّ إِلَى أَوْطانِهِمْ سَالِمِينَ غَانِمِينَ، بِمُحَمَّد وَآلِهِ أَجْمَعِينَ»(١) .

من دعائه في قنوته: «... وأسئلُكَ باسمك الذي خلقتَ به خلقَكَ ورزقتَهم كيفَ شئتَ وكيفَ شاؤوا، يامَنْ لا يُغيّرُه الأيّام والليالي أدعُوكَ بِمَا دَعاكَ به نُوحٌ حينَ ناداكَ فأنْجَيتَهُ ومَن مَعهُ وأهلكتَ قومه، وأدعوك بِمَا دَعاكَ ابراهيمُ خَليلكَ حينَ ناداكَ فأنْجَيْتَهُ وَجعلتَ النّار عَليهِ بَرداً وَسَلاماً، وأدعوكَ بِمَا دَعاكَ بِه موسى كَليمُكَ حينَ ناداكَ فَفَلَقْتَ لَهُ البَحرَ فَأَنْجَيْتَهُ وَبَنِي إِسْرائِيلَ، وَأَغْرَقْتَ فِرْعَونَ وَقَوْمَهُ فِي الْيَمِّ، وَأَدْعوكَ بِما دَعاك بِهِ عِيسَى رُوحُكَ حِينَ نَاداكَ، فَنَجَّيْتَهُ مِنْ أَعْدائِهِ وَإلَيْكَ رَفَعْتَهُ، وَأَدْعُوكَ بِما دَعاكَ به حَبِيبُكَ وصَفِيُّكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَاستَجَبْتَ لَهُ وَمِنَ الأَحْزَابِ نَجَّيْتَهُ، وَعَلَى أَعْدَائِكَ نَصَرْتَهُ، وَأسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ، يا مَنْ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ، يامَنْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْء عِلْماً، يا مَنْ أَحْصَى كُلَّ شَيْء عَدَداً، يا مَنْ لا تُغَيِّرُهُ الأَيَّامُ وَاللَّيالِيُّ، وَلا تَتَشابَهُ عَلَيْهِ الأَصْوَاتُ، وَلا تَخْفَى عَلَيْهِ اللُّغَاتُ، وَلا يُبْرِمُهُ إِلْحَاحُ الْمُلِحِّينَ.

أَسْئَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد خَيْرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، فَصَلِّ عَلَيْهِمْ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ، وَصَلِّ عَلَى جَمِيعِ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ الَّذِينَ بَلَّغوا عَنكَ الْهُدَى، وَعْقَدُوا لَكَ الْمَواثِيقَ بِالطَّاعَةِ، وَصَلِّ عَلَى عِبادِكَ الصَّالِحِينَ، يا مَنْ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ أَنْجِزْ لِي ما وَعَدْتَنِي، وَاجْمَعْ لِي أَصْحابِي، وَصَبِّرْهُمْ، وَانْصُرْنِي عَلَى أَعْدَائِكَ وَأَعْداءِ رُسولِكَ، وَلا تُخَيِّبْ دَعْوَتِي، فَإِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، أَسِيرٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، سَيِّدِي أَنْتَ الَّذِي مَنَنْتَ عَلَيَّ بِهذَا الْمَقامِ، وَتَفَضَّلْتَ بِهِ عَلَيَّ دُونَ كَثِير مِنْ خَلْقِكَ، أَسْئَلُكَ أَنْ تصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَأَنْ تُنْجِزَ لِي ما وَعَدْتَني، إِنَّكَ أَنْتَ الصَّادِقُ، وَلا تُخْلِفُ الْمِيعادَ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ»(٢) .

ـــــــــــ

(١) مهج الدعوات للسيد ابن طاووس: ٢٩٥ الصحيفة المهدية للفيض الكاشاني: ١١٢.

(٢) مهج الدعوات : ٦٨.


من صلواته على النبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم : «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَخَاتِمِ النَّبِيِّينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الُمْنَتجَبِ فِي الْمِيثاقِ، الْمُصطَفَى فِي الظِّلالِ، الْمُطَهَّرِ مِنْ كُلِّ آفَة، الْبَريءِ مِنْ كُلِّ عَيْب، الْمُؤَمَّلِ لِلنَّجاةِ، الْمُرْتَجى لِلشَّفاعَةِ، الْمُفَوَّضِ إَِلْيهِ فِي دَينِ اللهِ...»(١) .

نماذج من زياراته: «الله أكبر الله أكبر، لا الله إلاّ الله والله أكبر، ولله الحمد، الحمدُ لله الذي هدانا لهذا، وعرّفنا أولياءَهُ وأعداءَهُ، وَوفّقَنا لزيارةِ أئمتنا ولم يجعلنا من المعاندين الناصبين ولا من الغُلاةِ المفوّضين ولا من المرتابين الْمُقصِّرِينَ، السَّلامُ عَلَى وَلِيِّ اللهِ وَابْنِ أَوْلِيائِهِ، السَّلامُ عَلَى الْمُدَّخَرِ لِكَرَامَةِ )أوْلِياءِ( اللهِ وَبَوَارِ أَعْدَائِهِ السَّلامُ عَلَى النُّورِ الَّذِي أَرادَ أَهْلُ الْكُفْرِ إِطْفاءَهُ، فَأَبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ بِكُرْهِهِمْ وَأَمَدَّهُ بِالْحَياةِ حَتَّى يُظْهرَ عَلَى يَدِهِ الْحَقَّ برَغْمِهِمْ، أَشْهَدُ أَنَّ اللهَ اصْطَفاكَ صَغيراً وَأَكْمَلَ لَكَ عُلُومَهُ كَبِيراً، وَأَنّكَ حَيٌّ لا تَمُوتُ حَتّى تبْطِلَ الْجِبْتَ وَالطَّاغُوت.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَى خُدَّامِهِ وَأَعْوَانِهِ، عَلَى غَيْبَتِهِ وَنَأْيِهِ، وَاسْتُرْهُ ستْراً عَزِيزاً وَاجْعَلْ لَهُ مَعقِلاً حِرِيزاً وَاشْدُدِ اللَّهُمَّ وَطْأَتَكَ عَلَى مُعانِدِيهِ، وَاحْرُسْ مَوَالِيهِ وَزائِريهِ. اللَّهُمَّ كَما جَعَلْتَ قَلْبِي بِذِكْرِهِ مَعْمُوراً، فَاجْعَلْ سِلاحِي بِنصْرَتِهِ مَشْهُوراً وَإِنْ حال بَيْنِي وَبَيْنَ لِقائِهِ الْمَوْتُ الَّذِي جَعَلْتَهُ عَلَى عِبادِكَ حَتْماً مَقْضِيّاً وَأَقْدَرْتَ بِهِ عَلَى خَلِيقَتِكَ رَغْماً، فَابْعَثْنِي عِنْدَ خُرُوجِهِ، ظَاهِراً مِنْ حفْرَتِي، مؤْتَزِراً كَفَنِي، حَتَّى أُجَاهِدَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فِي الصَّفِّ الَّذِي أَثْنَيْتَ عَلَى أَهِلهِ فِي كِتابِكَ، فَقُلْتَ (كَأَنَّهمْ بنْيانٌ مَرْصُوصٌ).

اللَّهُمَّ طالَ الانْتِظارُ، وَشَمُتَ بِنا الْفجَّارُ، وَصَعُبَ عَلَيْنا الانْتِصارُ، اللَّهُمَّ أَرِنا وَجْهَ وَلِيِّكَ الْمَيْمونَ، فِي حَياتِنا وَبَعْدَ الْمَنُونِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَدِينُ لَكَ بِالرَّجْعَةِ، بَيْنَ يَدَيْ صَاحِبِ هذِهِ الْبُقْعَةِ، أَلْغَوْثَ أَلْغَوْثَ، أَلْغَوْثَ، يَا صَاحِبَ الزَّمانِ، قَطَعْتُ فِي وُصْلَتِكَ الْخُلاَّنَ، وَهَجَرْتُ لِزيارتِكَ الأَوْطانَ، وَأَخْفَيْتُ أَمْرِي عَنْ أَهْلِ الْبُلْدانِ لِتَكُونَ شَفِيعاً عِنْدَ رَبِّكَ وَرَبِّي، وَإِلَى آبائِكَ مَوَالِيَّ فِي حُسْنِ التَّوْفِيق، وَإِسْباغِ النِّعْمَةِ عَلَيَّ، وَسَوْقِ الإِحْسانِ إِلَيَّ.

ـــــــــــ

(١) ضمن صلوات طويلة على النبي وأوصيائه عليهم‌السلام ، غيبة الطوسي: ١٦٥، الصحيفة المهدية: ٥٣.


اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِ مُحمَّد، أَصْحابِ الْحَقِّ، وَقادَةِ الْخَلْقِ، وَاستَجِبْ مِنِّي ما دَعوْتُكَ، وَأَعْطِني مالَمْ أَنْطقْ بِهِ فِي دُعائِي، وَمِنْ صَلاحِ دِينِي وَدُنْيايَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحمَّد وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ.

ثُمَّ ادْخُلِ الصَّفَّةَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَقُلْ: اللَّهُمَّ عَبْدُكَ الزَّائرُ فِي فِناءِ وَلِيِّكَ الْمَزُور، الَّذِي فَرَضْتَ طاعَتَهُ عَلَى الْعَبِيدِ وَالأَحْرَارِ، وَأَنْقَذْتَ بِهِ أَوْلِياءَكَ مِنْ عَذابِ النَّارِ، اللَّهُمَّ اجْعَلها زيارَةً مَقْبُولَةً ذاتَ دُعاء مسْتَجاب مِنْ مُصَدِّق بَوَليِّكَ غَيْرَ مُرْتاب، اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ بِهِ وَلا بِزِيارَتِهِ، وَلا تَقْطَعْ أَثَرِي مِنْ مَشْهَدِهِ، وَزِيارَةِ أبِيهِ وَجَدِّهِ، اللَّهُمَّ اخْلُفْ عَلَيَّ نَفَقَتِي، وَانْفَعْنِي بِما رَزَقْتَني، فِي دُنْياي وَآخِرَتِي وَلإِخْوَانِيَ وَأَبَوَيَّ وَجَمِيعِ عِتْرتِي، أَسْتَوْدِعُكَ اللهَ أيُّها الإمامُ الّذي يَفوزُ بِهِ المؤمنونَ وَيَهلِكُ على يديهِ الكافِرونَ المكذِّبونَ...»(١) .

ـــــــــــ

(١) مصباح الزائر للسيد ابن طاووس: ٣٢٧، الصحيفة المهدية: ١٧٣، معجم أحاديث المهدي: ٤/٤٩١.