يزيل الإمام المهدي الموعود ـ عجل الله فرجه ـ مظاهر الشرك كافة ويروج التوحيد الخالص: «ولا يبقى في الأرض بقعة عبد فيها غير الله إلاّ عُبد الله فيها ويكون الدين كله لله ولو كره المشركون»(١) ، ويقوم عليه السلام بعرض الإيمان على الجميع وينهي الحالة المذهبية فيوحد المذاهب الإسلامية ويصلح الله به أمر الأمة ويرفع اختلافها ويؤلّف قلوبها(٢) على أساس السنة النبوية النقية وما اُخفي أو ضيّع من قيم الإسلام الأصيلة. فهو كما قال جدّه صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم : «سنته سنتي يقيم الناس على ملتي وشريعتي»(٣) .

ويُستفاد من بعض الروايات أنه عليه السلام يقوم بإخراج التوارة والإنجيل غير المحرّفين من غار بأنطاكية ويحاجج اليهود والنصارى بهما ويستخرج حُلي بيت المقدس ومائدة سليمان ويردها الى بيت المقدس(٤) ، ويدعمه في موقفه هذا عيسى عليه السلام الذي «يحتج به على نصارى الروم والصين»(٥) حيث

ـــــــــــ

(١) إثبات الهداة: ٢/٤١٠.

(٢) ابن حماد: ١٠٢، الطبراني الأوسط: ١ / ١٣٦.

(٣) كمال الدين: ٤١١.

(٤) ابن حماد، ٩٨، سنن الداني: ١٠١، الحاوي للسيوطي: ٢/ ٧٥، لوائح السفاريني: ٢/ ٢ تاريخ بغداد: ٩/ ٤٧١، عقد الدرر: ١٤١.

(٥) غيبة النعماني: ١٤٦.


يرفض وفود اليهود والنصارى بعد نزوله عندما يأتونه مدعين أنهم أصحابه فيردهم ويصرّح بأنّ أصحابه هم المسلمون فينضم الى مجمع المهدي عليه السلام (١) الأمر الذي يؤدي الى رجوع النصارى عن تأليهه كما يقوم بأداء فريضة الحجّ الى البيت الحرام(٢) ويُدفن الى جنب رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم (٣) .

وتذكر بعض الروايات أن المهدي عليه السلام يخرج التوراة الأصلية من جبال بالشام ويحاجج اليهود بها فيسلم منهم جماعة كثيرة(٤) ثم يستخرج تابوت السكينة من بحيرة طبرية ويُوضع بين يديه في بيت المقدس فيسلم اليهود ولا يبقى على العناد إلاّ القليل منهم(٥) .