عن موسى بن عمران النخعي قال : قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن

ــــــــــــــ

(١) رجال الكشي : ٥١٧ ح ٩٩٤ و٩٩٥ .


أبي طالب عليهم السلام : علمني يا ابن رسول الله قولاً أقوله بليغاً كاملاً إذا زرت واحداً منكم فقال عليه السلام :قل : السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي ، ومعدن الرسالة ، وخزان العلم ، ومنتهى الحلم ، وأصول الكرم ، وقادة الأمم ، وأولياء النعم ، وعناصر الأبرار ، ودعائم الأخيار ، وساسة العباد ، وأركان البلاد ، وأبواب الإيمان ، وأُمناء الرحمان ، وسلالة النبيّين ، وصفوة المرسلين ، وعترة خيرة ربّ العالمين ، ورحمة الله وبركاته .

وتعتبر هذه الزيارة من المصادر الفكرية المهمّة ومن الوثائق التي نستل منها ملامح التصوّر السليم .

ولذا نشير إلى بعض ما جاء فيها من مفاهيم :

١ ـ اصطفاء أهل البيت عليهم السلام

في المقطع الأوّل الذي بدأت به الزيارة حدّد الإمام عليه السلام المعاني التالية :

أ ـ إنّ الله اختصّ أهل البيت عليهم السلام بكرامته فجعلهم موضع الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي .

ب ـ إنّ هذا الجعل الإلهي نابع من الصفات الكمالية التي يبلغون القمّة فيها كالعلم والحلم والكرم والرحمة .

ج ـ إنّ أهل البيت عليهم السلام هم موضع الرسالة ؛ لأنّ الله قد اختارهم لمنصب القيادة العليا للبشرية فضلاً عن قيادة المسلمين .

٢ ـ حركة أهل البيت عليهم السلام

وقال الإمام الهادي عليه السلام :( السلام على أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وأعلام التقى ، وذوي النهى ، وأُولي الحجى ، وكهف الورى ، وورثة الأنبياء ، والمثل الأعلى ، والدعوة الحسنى ، وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والأولى ورحمة الله وبركاته السلام على محال معرفة الله ، ومساكن بركة الله ، ومعادن حكمة الله ، وحفظة سرّ الله ، وحملة كتاب الله ، وأوصياء نبي الله ، وذرّية رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم ورحمة الله وبركاته السلام على الدعاة إلى الله ، والأدلاّء على مرضات الله ، والمستقرّين في أمر الله ، والتامّين في محبّة الله ، والمخلصين في توحيد الله ، والمظهرين لأمر الله ونهيه وعباده المكرّمين الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ورحمة الله وبركاته ) .


وقد دلّ هذا النصّ على ما يلي :

أ ـ في المسيرة البشرية ينفرز دائماً خطّان هما : خطّ الهدى وخطّ الضلالة ولكل من الخطّين قيادته ، وأئمة أهل البيت هم أئمة الهدى ، أمّا غيرهم ممّن يتصدّى للإمامة مخالفاً لخطّ الهدى فهو من أئمة الضلال ؛ فلذلك لا يكون التلقّي إلاّ منهم ولا يكون نهج التحرّك إلاّ نهجهم .

ب ـ أمّا واقع الأئمة فهم ذوو العقول التامّة وكهف الورى وورثة الأنبياء والمثل الأعلى والدعوة الحسنى التي يُحتذى بها .

ج ـ إنّ حركة أهل البيت حركة إسلامية أصيلة ذات جذور ضاربة في الأعماق ، وهي استمرار المسيرة النبوية الراشدة وكل حركة تدّعي المنهج الديني أو الإصلاح الدنيوي ولا تسير على خطاهم فهي منحرفة ؛ فأهل البيت عليهم السلام محلّ معرفة الله ، ومساكن بركته ، ومعادن حكمته ، وحفظة سرّه ، وحملة كتابه ، وأوصياء نبيّه .

د ـ إنّ الدعاة مظاهر أصالة أهل البيت في المسيرة الإلهيّة كما يلي :

١ ـ أنّهم الدعاة إلى الله والأدلاّء على مرضاته .

٢ ـ ويتميّزون بالثبات على أمر الله .

٣ ـ كما يتميّزون بالحب التام لله .

٤ ـ والإخلاص في التوحيد .

٥ ـ والإظهار لشعائر الله من أمره ونهيه .

٦ ـ وعدم سبق الله بقول ، والعمل بأمره .