قال الصادق ع‏ لو لم يكن للحساب مهولة إلا حياء العرض على الله تعالى و فضيحة هتك الستر على المخفيات لحق للمرء أن لا يهبط من رءوس الجبال و لا يأوي إلى عمران و لا يأكل و لا يشرب و لا ينام إلا عن اضطرار متصل بالتلف و مثل ذلك يفعل من يرى القيامة بأهوالها و شدائدها قائمة في كل نفس و يعاين بالقلب بالوقوف بين يدي الجبار حينئذ يأخذ نفسه بالمحاسبة كأنه إلى عرصاتها مدعو و في غمراتها مسئول قال الله تعالى‏ و إن كان مثقال حبة من خردل- أتينا بها و كفى بنا حاسبين‏ و قال بعض الأئمة حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا و زنوا أعمالكم بميزان الحياء قبل أن توزنوا و قال أبو ذر ره ذكر الجنة موت و ذكر النار موت فوا عجبا لنفس تحيا بين موتين و روي عن يحيى بن زكريا ع أنه كان يفكر في طول الليل في أمر الجنة و النار فيسهر ليلته و لا يأخذه النوم ثم يقول عند الصباح اللهم أين المفر و أين المستقر اللهم لا مفر إلا إليك‏


المصدر:
كتاب مصباح الشريعة